Wikipedia

نتائج البحث

Translate

Search our site

إعلان أعلي المقال

 تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة: الرسوم الجمركية تعود إلى الواجهة


14 أبريل 2025 - واشنطن/بكين



في تصعيد جديد للتوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، عادت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة، بعد إعلان الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية جديدة على مجموعة من السلع الصينية بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، مما دفع بكين إلى الرد بخطوات مماثلة، مهددة بمزيد من الإجراءات التصعيدية.


وأوضحت وزارة التجارة الأمريكية أن هذه الرسوم تستهدف قطاعات “حيوية للأمن الاقتصادي الأمريكي”، مثل أشباه الموصلات، والمعادن النادرة، والبطاريات الكهربائية، وسط اتهامات للصين بممارسات تجارية “غير عادلة”، ودعم حكومي واسع للشركات المملوكة للدولة، ما يضر بالمنافسة العالمية.


من جانبها، نددت وزارة الخارجية الصينية بالقرار الأمريكي، واصفةً إياه بـ”الانتهاك الصارخ لقواعد التجارة الدولية”، وأعلنت فرض رسوم انتقامية على منتجات زراعية أمريكية وتكنولوجيا متقدمة، وأشارت إلى استعدادها لاتخاذ “جميع الإجراءات اللازمة” للدفاع عن مصالحها الاقتصادية.


خلفية النزاع


تعود جذور النزاع التجاري بين البلدين إلى عام 2018، حين بدأت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات صينية بمئات المليارات من الدولارات، متهمة الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية وتقييد دخول الشركات الأجنبية إلى سوقها. وعلى الرغم من التوصل إلى “المرحلة الأولى” من اتفاق تجاري في يناير 2020، فإن التوترات لم تُحل بالكامل، واستمرت حالة الشك وعدم الثقة.


ويبدو أن التوترات الأخيرة جاءت في سياق أوسع من التنافس الجيوسياسي والتكنولوجي بين واشنطن وبكين، خصوصًا مع تصاعد الصراع على الهيمنة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وتكنولوجيا الاتصالات، وهو ما يعتبره محللون “أبعد من مجرد خلاف تجاري”.


التأثيرات العالمية


ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار التصعيد بين القوتين العظميين قد يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل تباطؤ النمو في عدة مناطق، وارتفاع أسعار السلع، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية. وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن الحرب التجارية قد تكبد الاقتصاد العالمي مئات المليارات من الدولارات إذا استمرت بدون تسوية.


في هذا السياق، دعا الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية الطرفين إلى “ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات”، مشددًا على أن الحلول التفاوضية هي السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار النظام التجاري العالمي.


آفاق المستقبل


لا تزال الآفاق غير واضحة، فبينما تؤكد الولايات المتحدة أنها “لن تتراجع عن حماية صناعاتها الحيوية”، ترى الصين أن “الضغط لن يجبرها على التنازل”. ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يرى مراقبون أن البُعد السياسي قد يلعب دورًا في استمرار التصعيد، خاصة مع تصاعد النزعة الحمائية في الخطاب الانتخابي.


وفي ظل غياب أي مؤشرات ملموسة على عودة قريبة للمفاوضات، يبقى العالم مترقبًا ما إذا كانت هذه الحرب التجارية ستبقى تحت السيطرة، أم ستتطور إلى أزمة اقتصادية عالمية جديدة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا رأيك

إعلان أسفل المقال