يحيى إبراهيم حسن السنوار (1382- 1446هـ / 1962- 2024 م) هو سياسي ومناضل فلسطيني، شغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 6 أغسطس 2024، بعد اغتيال إسماعيل هنية. كان رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة من 13 فبراير 2017. ويُعَدُّ من مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس، الذي أُطلق عليه اسم "جهاز الأمن والدعوة (مجد)" في عام 1985، وهو جهاز متخصِّص بملاحقة المتَّهمين بالتجسُّس لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، أو المتهمين بالكفر. يُعرَف السنوار بمهاراته القيادية وحُنْكته السياسية. وصدرت له رواية بعنوان "الشوك والقرنفل" كتبها في السجن أيام اعتقاله. شقيقه محمد السنوار هو أحد القياديين البارزين في كتائب القسام.
في عام 1989، أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية في غزة حُكمًا على السنوار بالسَّجن مدى الحياة أربع مرَّات، إضافة إلى 25 عامًا أخرى، بعد إدانته بقتل أربعة فلسطينيين اتُّهموا بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي. قضى السنوار 22 عامًا في السِّجن قبل أن يُفرَج عنه في عملية تبادل أسرى عام 2011، تضمَّنت إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
تعتقد إسرائيل أن يحيى السنوار هو العقل المدبِّر لعملية طوفان الأقصى، وهو من أبرز المطلوبين لديها في الحرب التي شنَّتها على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023.
في مايو 2024، أعلن كريم خان، المدَّعي العام للمحكمة الجنائية الدَّولية، نيتَه تقديم طلب للحصول على مذكِّرات اعتقال للسنوار، إلى جانب كل من: إسماعيل هنية، ومحمد ضيف، وبنيامين نتنياهو، ويوأف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. هذا الإعلان جاء جزءًا من تحقيق المحكمة الجنائية الدَّولية في فلسطين، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنَّته حماس على منطقة غلاف غزة، والحرب التي شنَّتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أُطلقَ عليها اسم حرب السيوف الحديدية. ولكن الحقيقة هم ان كريم خان خلط الجلاد بالمجلود ، وجعل صاحب الحق وصاحب الارض قرين المغتصب المحتل .
النشأة والتعليم
وُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار في مخيم خان يونس، يوم الاثنين أول جُمادى الآخرة 1382 هـ الموافق 29 أكتوبر 1962 م، وتعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عَسْقَلان المحتلَّة عام 1948، ثم استقر أهله في مخيم خان يونس بعد النزوح. تلقى يحيى تعليمه في مدارس المخيم، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين. ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية. في أثناء دراسته الجامعية، نشط في مجلس الطلاب على مدى خمس سنوات، فشغل عدَّة مناصب منها أمين اللجنة الفنية، وأمين اللجنة الرياضية، ونائب رئيس المجلس، ثم رئيسًا له، وأخيرًا نائبًا للرئيس مرَّة أخرى.
حركة حماس
بعد الإفراج عن يحيى السنوار ضمن صفقة شاليط عام 2011، استعاد مكانته كأحد القياديين البارزين في حركة حماس وأحد أعضاء مكتبها السياسي. تولى مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، حيث عمل كـ "ممثل للكتائب" في المكتب السياسي للحركة. وعقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2014، أمر السنوار بإجراء تحقيقات شاملة لتقييم أداء القيادات الميدانية، ما أدى إلى إقالة بعض القيادات البارزة نتيجة لتلك التحقيقات. في سبتمبر 2015، أدرجت الولايات المتحدة اسم السنوار على "القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين"، إلى جانب اثنين آخرين من قياديي حماس، هما محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.
في 13 فبراير 2017، انتُخب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية، فيما تم اختيار خليل الحية نائبًا له. جاء انتخاب السنوار خلال الانتخابات الداخلية التي أجرتها الحركة على مستوى مناطق القطاع المختلفة. وبعد استكمال انتخابات حماس الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين في منتصف مارس 2017، أُعلن إسماعيل هنية خليفةً لخالد مشعل في قيادة المكتب السياسي للحركة. ووصفت صحيفة الغارديان في مقال عام 2017 وصول السنوار إلى قيادة حماس بأنه خطوة ستضع حدًا للمنافسة الداخلية بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة، وستسهم في إعادة تعريف سياسة حماس. ورأت الصحيفة أن انتخاب السنوار كان إشارة واضحة على أولوية قطاع غزة في نهجه السياسي والعسكري، مشيرة إلى أن السنوار يعتبر غزة محورًا أساسيًا للنشاط، بخلاف النهج السابق الذي كان يسعى للتقارب مع السلطة الفلسطينية.
في 16 مايو 2018، أدلى يحيى السنوار بتصريح غير متوقع على قناة الجزيرة، أعلن فيه أن حركة حماس ستتبع نهج «المقاومة الشعبية السلمية»"، مما فتح الباب أمام احتمالات جديدة لدور حماس في المفاوضات مع إسرائيل، رغم تصنيف العديد من الدول لها كمنظمة إرهابية. قبل ذلك بأسبوع، كان السنوار قد شجع سكان غزة على التحرك لكسر الحصار الإسرائيلي، مؤكدًا: «إننا نفضل أن نموت شهداء على أن نموت قهراً وإذلالاً»، مضيفًا: «نحن مستعدون للموت، وسيموت معنا عشرات الآلاف».
في مارس 2021، انتُخِب يحيى السنوار لولاية ثانية مدتها أربع سنوات كرئيس لفرع حركة حماس في غزة، وذلك في انتخابات سرية. بصفته المسؤول الأعلى رتبة في الحركة في القطاع، يُعتبر السنوار الحاكم الفعلي لغزة، وكذلك ثاني أقوى عضو في حماس بعد إسماعيل هنية في ذلك الوقت.
في 15 مايو 2021، وردت تقارير تفيد بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، دون تفاصيل فورية حول وقوع إصابات أو وفيات. وقع الهجوم في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى الرغم من تلك الغارة، ظهر السنوار علنًا أربع مرات على الأقل في الأسبوع التالي. كان أبرزها في مؤتمر صحفي جريء في 27 مايو 2021، عندما أعلن على الهواء أنه سيعود إلى منزله سيرًا على الأقدام بعد انتهاء المؤتمر، متحديًا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لاتخاذ قرار اغتياله خلال 60 دقيقة قبل وصوله إلى المنزل. أمضى السنوار الساعة التالية يجول في شوارع غزة، والتقط صورًا ذاتية مع الجمهور. في عام 2023، وفي أثناء الحرب بين إسرائيل وحماس، اقترح السنوار إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين في الصراع .
eVe
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك