لسنوات طويله ظلت ثروات مصر من الرمال السوداء والبيضاء؛هي ثروات مهدره بالدرجه التي جعلت جل استخدامها هو تصديرها بالطن للخارج مقابل دولارات معدوده او استخدامها في الداخل في اعمال البناء بل وحتي في اعمال الردم . حتي التفتت الدوله في الاونه الاخيره الي هذه الثروات فاصدرت قرارات صارمه بمنع تصديرهذه الرمال مع تبني استرتيجيه لتعظيم الاستفاده منها وحسن استغلالها.
وفي السطور القادمة نتعرف علي ماهيه وطبيعة هذه الكنوز وما سر اهميتها ؛ وما هي خطوات الدولة لاستغلالها وتعظيم قيمتها المضافة .
الرمال السوداء :هي رواسب نيليه ثقيلة مصدرها منابع النيل وليس كما يعتقد البعض انها رواسب للبحر المتوسط ؛ تتكون هذه الرمال من 8 معادن ثقيلة يستخرج منها 41 معدن ؛ تصلح لإقامه 41 صناعه مختلفة .
اماكن تواجدها:
تم رصد 11 موقع لتواجد هذه الرمال باحتياطي يبلغ 1,3مليار متر مكعب تتواجد بطول 400 كم من رشيد الي العريش .
ابرز المعادن والاستخدامات :
الروتيل والألمنيت التي تستخدم في صناعه البويات - معدن الزركون والذي يستخدم في صناعه السيراميك والعوازل والخزف والاسنان التعويضية - ومنه يستخرج الزركونيوم لاستخدامه في صناعه اغلفه الوقود النووي - الجرانيت والذي يستخدم في فلاتر المياه
الماجنيت ويستخدم في صناعه الحديد الاسفنجي وتغليف انابيب البترول - وحتي اليورانيوم اللازم للوقود النووي .
محطات الدولة المصريه لاستغلال الرمال السوداء :
* الاستعانة بالمكتب الاستشاري "وود ماكنيزي" الذي قام بإعداد استراتيجيه لتطوير وتحديث قطاع التعدين في مصر واستهداف رفع مساهمته في الناتج القومي الي 2% من الناتج المحلي بدلا من 0.5% حاليا .
* انشاء الشركة المصرية للرمال السوداء شركه مساهمه مصريه تختص بتحويل الرمال السوداء الي منتجات ذات قيمه ونفع ومقرها مدينه البرلس - كفر الشيخ .
* قامت الشركة باستقدام الكراكة الهولندية تحيا مصر بقيمه 13 مليون دولار وهي اول كراكة تعمل بالكهرباء في العالم وصممت خصيصا لصالح الشركة ؛وذلك لبدء اعمال التنجيم في البحيرة التي تم اعدادها لهذا الغرض .
* انشاء مصنع لفصل معادن الرمال السوداء بمنطقه علم المنيسي كفر الشيخ علي مساحه 80 فدان (ارض المصنع كانت عباره عن ارض مغتصبه وبرك ومستنقعات ) والمصنع بتكنولوجيا استرالية وحضر وضع حجر الاساس السفير الاسترالي بمصر "نيل هوكنز".
* انشاء مصنع لفصل معادن الرمال السوداء بمنطقه البرلس علي مساحه 35 فدان بتكنولوجيا صينيه باستثمارات 24 مليون دولار ؛ والمصنع سيقوم الرئيس السيسي بافتتاحه خلال ايام .
والمصنعين باستثمارات مشتركه بين محافظه كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وتمثله الشركة المصرية للرمال السوداء وبنك الاستثمار القومي وهيئه المواد النووية والشركة المصرية للثروات التعدينية .
اما عن الكنز الاخر وهو
الرمال البيضاء: او الرمل الزجاجي او السيليكا وهي صخور رمليه بيضاء تحتوي علي نسبه عالية من السيليكا وتتكون بشكل رئيسي من حبيبات معدن الكوارتز .
اماكن تواجدها :
تمتلك مصر مليارات الاطنان من الرمال البيضاء تصل درجه نقائها في بعض المناطق الي 99.8 % ومعظمها يقع علي سطح الارض بطبقات يصل سمكها في بعض الاماكن الي 100 متر؛وابرز اماكن تواجدها جنوب سيناء والزعفرانه ووادي قنا .
ابرز الاستخدامات :
صناعه الزجاج والحراريات والسيراميك والخزف والصيني ورقائق السليكون والالياف الزجاجية والخلايا الشمسية والعدسات البصرية والاسمنت الابيض .
محطات الدولة المصرية لاستغلال الرمال البيضاء:
*وقف تصدير الرمال البيضاء في شكلها الخام .
*بدأ مصنع "بنها للإلكترونيات" بتصنيع اللواح شمسيه بقدرة 50 ميجاوات .
*استقطاب شركه " ترياق" مجموعه مصريه رائده لإنشاء وافتتاح مصنع الالواح الشمسية بقدره 100 ميجاوات .
*تطوير خط انتاج "الشركة العربية للبصريات" لخط انتاج الالواح الشمسية بقدره 50 ميجاوات .
*انتاج الشركة "العربية للطاقة المتجددة" احدي شركات الهيئة العربية للتصنيع لألواح شمسيه بقدره 52 ميجاوات .
*استقطاب شركه "دلمار" للألومنيوم ودخولها مجال صناعه الزجاج المسطح باستثمارات قدرها 600 مليون جنيه بطاقه انتاجيه 50 الف متر شهريا .
* استقطاب شركه "سان جوبان" الفرنسية لإنشاء اكبر مصنع لإنتاج الزجاج في افريقيا بمنطقه السخنة بطاقه انتاجيه 200 الف متر مربع زجاج مسطح .
* كما تستعد نفس الشركة لإنشاء مصنع بالمنطقة الاقتصادية لقناه السويس باستثمارات 8 مليون يورو لإنتاج المرايا .
* الاعلان عن توطين صناعه الرقائق الإلكترونية في مصر والحديث عن انشاء مصنع لإنتاج الرقائق الإلكترونية علي 3000 متر مربع بالتعاون بين مركز نظم المعلومات التابع للإنتاج الحربي مع تحالف دولي يضم 9 شركات مصريه وعالميه .
كانت هذه هي خطوات وجهود الدولة المبذولة لتدارك ملف من الملفات التي ظلت مهمله لسنوات عديده ولكنز من كنوز مصر المغفل عنها ؛ في خطوه من خطوات عديده متوازية تخطوها الدولة المصرية للاهتمام بالصناعة وتعظيم القيمة المضافة لموارد مصر ورفع الناتج القومي وجذب استثمارات تساهم في دفع عجله الاقتصاد وخفض نسبه البطالة وتقليل الاعتماد علي الاستيراد بل وخلق سبل ومنتجات للتصدير لاحقا ؛ لتقليل الفجوة في ميزان العجز التجاري .
حفظ الله مصر .