Wikipedia

نتائج البحث

Translate

Search our site

إعلان أعلي المقال

 


في 2001 قررت قيادة طالبان الانسحاب العام من كل المدن جراء استخدام أمريكا قاذفات بي 52 التي دمرت العديد من القرى بقنابل 9 طن التي استخدمت لأول مرة آنذاك في استعراض أمريكي للقوة وبنبرة الانتقام من هجوم 11 سبتمبر


عندما اتضح أن الغزو الأمريكي لأفغانستان قادم لا محالة كانت الفكرة الحاضرة في ذهن الأفغان أنها ستكون حربا كالتي خاضوها ضد الروس ولذا حفروا الخنادق ووزعوا القوات والذخيرة وأعادوا ترتيب الصف الداخلي ولم يكن هناك ترتيب لأي انسحاب


الوحيد الذي استعد مبكرا للحرب هو بن لادن فقد أدرك أن نجاح القاعدة بضرب أمريكا سيقود إلى الاشتباك في أفغانستان بصورة أكبر من القصف الأمريكي لقندهار عام 1998 والذي كان ردا على استهداف القاعدة لسفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام


بن لادن قام بخطوتين للاستعداد للحرب أولا أمر ببناء تحصينات تورا بورا لتكون موقع ثبات العرب عند الانحياز من المدن وثانيا أمر باغتيال أحمد شاه مسعود أكثر شخصية مؤهلة لقيادة أي قوات على الأرض ضد طالبان


أمريكا اعتمدت على القصف الجوي المكثف بجانب تقدم قوات تحالف الشمال الذي كان يدخل كل مدينة بعد انسحاب طالبان منها وهو انسحاب لم يكن مخططا له ، الكل فقط كان يتجه للجبال المحاذية لباكستان تقريبا فوقع الكثير من المقاتلين في الأسر بعد أن حوصروا كما حدث في قندوز وقندهار وجلال أباد


دخول القوات الأمريكية المدرعة لم يحدث إلا بعد انسحاب طالبان للجبال ففي البداية كانت الحرب تعتمد على سلاح الجو والقوات الخاصة الخفيفة بجانب تحالف الشمال أي أن الجيش الأمريكي الثقيل لم يدخل إلا في بداية 2002 وعند دخوله الميدان بدأت طالبان حربها

انحياز طالبان للجبال وقدوم القوات الأمريكية البرية وانتشار قواعدها أفرز حرب العصابات التي ستستمر لسنين طويلة وتعتبر عملية أناكوندا 2002 أول عملية أمريكية ضد طالبان بعد احتلال أفغانستان وأسفرت عن فشل عسكري ذريع



في 2003 استمرت طالبان في استهداف القوات الأمريكية بشكل متقطع دون عمليات كبيرة تذكر وكانت الفكرة هي قصف القواعد الأمريكية بصواريخ مدى متوسط والانسحاب من موقع الإطلاق دون اشتباك في كل مرة وهو أمر أرهق الغزاة

في 2003 أيضا انخرط الجيش الأمريكي في حرب العراق مما خفف الضغط على طالبان نوعا ما إلا أن المقاومة العراقية السنية للغزو الأمريكي ساهمت كثيرا في زيادة تكلفة الحرب ( ٣ تريليون دولار ) وهذا أعاد حسابات واشنطن كما سنرى لاحقا



في 2004 انخرط الناتو بحرب أفغانستان بشكل جدي بعد ضغط أمريكي لتقاسم المسؤوليات وعدلت أمريكا طريقة تمركز قواعدها بحيث تكون ملاصقة تقريبا للقرى الأفغانية لكيلا تستهدفها طالبان بالصواريخ من بعيد وهو تكتيك خفف القصف

في 2006 اقتبست حركة طالبان أساليب العراقيين في إخفاء العبوات الناسفة عن مجسات الكشف الأمريكية وشهدت طرق أفغانستان موجات تفجير عبوات في الأرتال الأمريكية كما كان يحدث في العراق

في 2007 استمرت طالبان في عمليات الاغتيالات والخطف وقصف قواعد الناتو وتفجير العبوات الناسفة في الأرتال الأمريكية وبدأت في الظهور العلني في عدة مناطق جبلية كتحدي للغرب

في 2008 بدأ التركيز الأمريكي على تجهيز الجيش الأفغاني كبديل عن المليشيا الفاسدة التي كان زعماؤها يزودون الأمريكان عدة مرات بمواقع منافسيهم ليقصفوها على أنها مواقع لطالبان

في 2008 أيضا تصاعدت ظاهرة قتل جنود أفغان لحلفائهم الأمريكان وتأكدت أمريكا أن طالبان قد اخترقت الجيش الأفغاني منذ وقت طويل ودست فيه الكثير من مقاتليها ولذا بدأ الحذر والشكوك تحيط بالعلاقة مع الجيش الأفغاني وهذا ساهم في إضعافه مع الوقت معنويا



في 2009 سقط برويز مشرف رئيس باكستان وحليف واشنطن في حرب أفغانستان وحدث تغير في دفة القيادة أعاد حسابات إسلام أباد القديمة في دعم طالبان وذلك بعد تزايد نفوذ الهند في الجوار الأفغاني بفعل وجود حكومة كابول وأصبحت مدينة كويتا الباكستانية مقر لقيادات طالبان لاحقا

في يناير 2009 وصل أوباما للحكم وعزل قائد الجيش وفرض استراتيجية جديدة تقوم على زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان بشكل كبير لتضييق الخناق على طالبان ومن ثم جلبها لطاولة التفاوض وفق الشروط الأمريكية



في 2010 دخلت الطائرات بدون طيار ميدان الحرب وأسهمت في اغتيال الكثير من قادة طالبان في أفغانستان وداخل الأراضي الباكستانية أيضا وكانت بالفعل تطور نوعي خطير



في 2011  نجحت أمريكا في اغتيال بن لادن واقتنع أوباما بعد ذلك بصعوبة النصر في أفغانستان فبدأ بخفض تدريجي للقوات وبدأ أيضا بالتمهيد للحوار مع طالبان وأول خطوات ذلك هو ايقاف التشويه الاعلامي ولصق كل شيء ارهابي بشبكة حقاني وهو أمر ملاحظ تلك الفترة وكنت قد كتبت عنه بوقتها

في 2012 بلغ عدد قتلى الجيش الأمريكي 2000 جندي وهو رقم لا يشمل مرتزقة شركات الأمن الأمريكية الخاصة الذين لا تنشر خسائرهم بموجب عقود العمل



في 2013 تم افتتاح مكتب طالبان في قطر ورفع الوفد شعار لا مفاوضات قبل انسحاب القوات الأجنبية ولذا استمرت طالبان بالقتال بجانب الحوار طوال السنين اللاحقة لغاية توقيع اتفاق الانسحاب النهائي عام 2020



في 2013 أيضا جاءت أول إشارة لفكرة الانسحاب مع قيام الجيش الأمريكي بتدمير المعدات الثقيلة تمهيدا لإلغاء القواعد البرية المنتشرة في أفغانستان والتمركز أكثر في القواعد الجوية

في 2014 أعلن حلف الناتو انتهاء مهمته القتالية في أفغانستان المعروفة باسم ( ايساف ) والاكتفاء بعد ذلك بتدريب الجيش الأفغاني وطالبان تصف ذلك ب ( الهزيمة )



في 2015 شنت طالبان سلسلة من الهجمات الكبيرة شمال أفغانستان واستطاعت إعادة السيطرة على عدة مناطق ريفية وقامت بنفس الوقت بعمليات جريئة كالهجوم على البرلمان في العاصمة كابول

في 2016 نجحت القوات الأمريكية باغتيال زعيم طالبان الملا منصور أختر الذي تولى قيادة الحركة بعد وفاة الأمير المؤسس الملا عمر وبعد اغتيال منصور أختر قام مجلس شورى طالبان باختيار الملا هبة الله أخوند زاده فكان ثالث قائد للحركة خلال الحرب

في 2017 يقرر ترمب شن حملة قصف عنيف على مناطق طالبان ليخضعها للتفاوض ونتج عن هذه الحملة الكثير من المآسي أبرزها ما حدث في قندوز بعدها بعام في قصف مدرسة تحفيظ القرآن التي استشهد فيها 150 طفل وكانت من أبشع جرائم أمريكا

في 2018 ردا على تصعيد ترمب قامت طالبان باغتيال مدير المخابرات الأفغانية وقائد شرطة قندهار وأفلت قائد قوات الأطلسي الجنرال سكوت ميلر من العملية التي حدثت داخل مبنى ضم اجتماعا أمنيًا عالي المستوى

في 2019 أصبحت وفود حركة طالبان تستقبل في موسكو وإسلام أباد وقبلها طهران وقبل ذلك أوسلو والتقى وفد طالبان لأول مرة مع وفد أمريكي في الدوحة واستمرت المفاوضات ل 8 جولات وتوصل الوفدان في نهاية العام لمسودة اتفاق وصفة المبعوث الأمريكي خليل زاده بأنه اتفاق تاريخي



في 2020 وافق الرئيس ترمب على مسودة الاتفاق وتم توقيع اتفاقية السلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية بحضور دبلوماسي دولي في العاصمة القطرية الدوحة

في 2020 أيضا تم الافراج عن آلاف السجناء من مقاتلي طالبان بموجب اتفاقية السلام والجدير بالذكر أن طالبان لديها إلتزام مقدس تجاه الأسرى حدث ذلك في خطف العديد من الأجانب للمبادلة بهم وبتحريرهم أولا في كل ولاية تدخلها وفي عمليات عديدة مثلما حصل بحفر النفق بسجن قندهار عام 2011



في 2021 جهزت طالبان نفسها لتفكيك الجيش الأفغاني عبر اغتيالات بعض القادة وتحييد بعضهم باتفاقيات خاصة وبضغط الوجهاء والعلماء في كل ولاية وفي شهر 6 وظفت كل ذلك وبدأت زحف ممنهج للاستحواذ على كل الريف الأفغاني وبذلك حاصرت كل عواصم الولايات ال 34


في تاريخ 6 / 8 / 2021 بدأت قوات طالبان اقتحام عواصم الولايات بعمليات خاطفة وحرب نفسية للتسليم ما عدا عاصمة ولاية هلمند لشكركاه وبعض المدن التي تدخل الطيران الأمريكي للحيلولة دون سقوطها رغم أن ذلك يعد خرقا لاتفاق السلام الذي يفرض على أمريكا الحياد عسكريا



تأسيس طالبان خلايا أمنية في كل الولايات ساعد على التحرك من الداخل في كل مدينة وهو الأمر الذي باغت الجيش الأفغاني الذي كان يظن أن ظهره آمنا وهذا صحفي أفغاني يقول اكتشفت أن بيت جاري كان مكتب مخابرات لطالبان منذ سنين وبنفس الشارع يقيم قائد القوات الخاصة في كابول















في 15 / 8 / 2021 دخلت قوات طالبان العاصمة كابول بعد هروب الرئيس أشرف غني للخارج وبذلك تنتهي العمليات القتالية التي استمرت طوال 20 عام وقدمت فيها حركة طالبان أكثر من 50 ألف شهيد واستشهد نصف الصف القيادي على رأسهم داد الله وحقاني بجانب الأمير الأول الملا عمر ثم الثاني أختر منصور
















إذا كان هناك درس من حرب أفغانستان فهي هذه الكلمات التي ستتناقلها الأجيال وهي تحكي قصة الصبر والتحرير والنصر

 

لقد وعدنا الله بالنصر ..

 

ووعدنا بوش بالهزيمة ...

 

وسنرى أي الوعدين أصدق !

 

الملا عمر / 2001

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا رأيك

إعلان أسفل المقال