خلصت دراسة شملت أكثر من 430 ألف مراهق
تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 15 عاما، باستخدام البيانات التي جُمِعت على مدى 28
عاما، إلى وجود "علاقة محدودة جدا" بين استخدام التكنولوجيا والمشاكل
المرتبطة بالصحة العقلية.
وتناولت هذه الدراسة عدد من مشاهدي
التلفزيون، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومستخدمي الأجهزة مع مقارنتها
بمشاعر الاكتئاب، وميول الانتحار، ومشكلات متعلقة بالسلوك.
ولم تجد الدراسة أي تغييرات ملموسة مع
مرور الوقت.
ورصد فريق معهد أكسفورد للإنترنت،
زيادة طفيفة في القضايا العاطفية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وفضلا عن ذلك، أصبح الاكتئاب أقل
ارتباطا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون.
غير أن التغييرات كانت محدودة.
وقال البروفيسور أندرو بزيبيلسكي وهو
مؤلف مشارك في الدراسة: "لا نقول إن قلة من الأشخاص السعداء يستخدمون وسائل
التواصل الاجتماعي بشكل متزايد، وإنما نقول إن العلاقة لا تزداد قوة".
وأضاف قائلا: "لا يمكننا أن نحدد
الفرق بين تأثير التواصل الاجتماعي والصحة العقلية في عام 2010 وعام 2019".
ووصف البروفيسور بزيبيلسكي النتائج
بأنها تنطوي على تحذير للجهات المنظمة لقطاع التكنولوجيا والمشرعين، الذين قد
يختارون التركيز على المعتقدات الشائعة، بخصوص التأثيرات الضارة للتكنولوجيا على
الصحة العقلية للشباب عند تطوير سياسات جديدة.
لكن تخللت هذه الدراسة بعض العيوب. إذ
صَنَّف المشاركون فيها مشاعرهم عن طريق استخدام الأسئلة الموضوعة مع تسجيل
الاستجابات التي رصدها مقياس متدرج.
ولم تشمل البيانات المستخدمة طبيعة
وسائل التواصل الاجتماعي أو نشاط الأجهزة، وإنما فقط المدة التي استغرقتها، والتي
تم أيضا الإبلاغ عنها.
ولهذا، قد يقول شخص ما إنه أمضى أربع
ساعات في تصفح جهاز الهاتف الذكي الخاص به، بيد أنه ليس من الواضح ما الذي كان
يقوم به آنذاك.
وليس هناك حاليا طريقة رسمية متاحة
أمام الباحثين للوصول إلى البيانات ما عدا تقديم طلب للحصول عليها من شركات
التكنولوجيا، وهي غير ملزمة بتلبية الطلب، أو من المشاركين أنفسهم.
واستُمدت البيانات المتعلقة بدراسة
أكسفورد من استطلاعات رأي شملت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ما بين 1991 و
2019، أي المدة التي شهدت تطورا سريعا فيما يخص نوع التكنولوجيا التي يفضلها
الشباب، ومقدار الوقت الذي يقضونه في التعامل معها.
وبالإضافة إلى ذلك، تطورت الأجهزة بحيث
أصبحت متعددة الوظائف بشكل متزايد، في ظل تغير الاتجاهات وتدفق التطبيقات الجديدة
بشكل دائم، والتي يتم استخدامها في هذه الأجهزة حتى لو لم يطرأ أي تغيير عليها.
ونُشرت الدراسة البحثية في مجلة
"كلينيكال سيكولوجيكال ساينس (علم النفس الإكلينيكي)".
ويتم تقسيم النتائج التي توصلت إليها
الأبحاث في هذا المجال. ففي يناير/كانون الثاني 2021، وجدت دراسة أن استخدام وسائل
التواصل الاجتماعي بشكل مكثف مرتبط بقلة السعادة واحترام الذات عند المراهقين.
وثمة أيضا عوامل أخرى تؤثر على الصحة
العقلية للمراهقين وتشمل في الآونة الأخيرة جائحة كورونا.
وأعلنت حكومة المملكة المتحدة مؤخرا عن
رصد مبلغ 500 مليون جنيه إسترليني للاستثمار في الخدمات المتعلقة بالصحة العقلية،
على أن يُخصص مبلغ 79 مليون جنيه إسترليني لصالح الأطفال والشباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك