واستشهد المعيدي بحديث عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم صلَّى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ، ثم صَلَّى من القابلةِ، فكثُرَ الناسُ ثم اجتَمَعوا من الليلةِ الثالثةِ، أو الرابعةِ، فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا أصبحَ قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلمْ يمنعْني من الخروجِ إليكم إلَّا أنِّي خَشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم». وزاد: «النبي -صل الله عليه وسلم- صلّى بأصحابه صلاة التراويح في بعض الليالي ولم يواظب عليها وبيَّن العذر في ترك المواظبة؛ وهو خشية أن تكتب فيعجزوا، صلاة التراويح لم تشرع إلا في آخر العهد النبوي، وسُمِّيت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنَّ الناسَ كانوا يُطيلونَ ثم يستريحون بين كل تسليمتين ».
وأشار الدكتور المعيدي إلى اتفاق الفقهاء على مشروعية الجماعة في صلاة التراويح؛ لفعل النبي، ولفعل الصحابة، لافتاً إلى أنه في حال عدم استطاعة الإنسان أداء صلاة التراويح في المسجد سواء لعذر يخصه أو لعذر عام كما هو الحال اليوم بسبب جائحة كورونا بصدور فتوى من سماحة المفتي بأن صلاة التراويح تصلى في البيت، فيصليها الرجل في بيته وبأهله، بل عند بعض الفقهاء، كالمالكية، تندب صلاة التراويح في البيوت إن لم تعطل المساجد، ولا شك أن المساجد اليوم غير معطلة لكنها مغلقة بسبب هذا الوباء، فعلى هذا، صلاة التراويح في البيت مندوب إليها.
ونوه المعيدي إلى الفوائد الشرعية لصلاة المنازل مستدلاً بأن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الفريضة، لما في ذلك من تعليم لأهل بيته وسبب في نزول الرحمة على أهل البيت. وأضاف: «الأهم هو صلاة الرجل في بيته امتثالاً لأمر ولي الأمر بلزوم البيوت، وهذه طاعة عظيمة يؤجر المرء عليها، فولي الأمر عندما أمر بعدم الصلاة في المساجد إنما استند إلى ما قررته هيئة كبار العلماء في هذه البلاد، وأهل العلم أفتوا بذلك حماية للأنفس من هذا الوباء، والمحافظة على الأنفس هي أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وهو أمر جاءت به كل الشرائع، وتقديم المحافظة على الأنفس أولى من القيام بسنة صلاة التراويح في المسجد» .
المصدر : جريدة عكاظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك